recent
موضوعات هامة

معنى الحق العام والحق الخاص

المستشار حاتم جبران
الصفحة الرئيسية

مقدمة عن الحق العام والحق الخاص:- 

غالبية الجرائم لها طبيعة مزدوجة لأنها وإن كانت تمثل اعتداءً على فرد أو أفراد بأعيانهم إلا أنها من جهة أخرى تمثل اعتداءً على أمن وسلامة واستقرار المجتمع بأكمله، ومن ثمَّ فكل جريمة ترتكب على إقليم الدولة أو تقع على أفرادها ينشأ عنها حقان:- حق خاص للفرد المعتدى عليه في تعويضه وجبر الأضرار التي لحقت به، وحق عام للمجتمع في ردع من أخل بنظامه وسلامته واستقراره، ومن هنا نشأت فكرة الحق العام والحق الخاص في القضاء الجنائي.

معنى الحق العام:

وهو حق المجتمع كله في معاقبة الجاني، لأن الجريمة حتى وإن وقعت على شخص واحد أو أشخاص بأعيانهم إلا أن أثرها يمتد ليلحق الضرر بأفراد المجتمع كله، فجريمة القتل وإن تسببت في إزهاق روح شخص واحد إلا أنها أيضاً تمثل اعتداءً على المجتمع بأكمله فيصيرالجاني وكأنما قتل الناس جميعا، قال تعالى: ﴿ مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا ﴾ [المائدة: 32].لأن حُرمة المسلمين واحدة، فمن انتهَكَ حرمة إنسان، فكأنما انتَهَك حرمة جميع الناس.
وكذلك السرقة وترويج المخدرات وغيرها من الجرائم لأنها ليست مجرد اعتداء على فرد وإنما اعتداء على سلامة وأمن واستقرار المجتمع، ولأن من حق أفراد المجتمع أن يعيشوا سالمين آمنين مستقرين في أوطانهم ووجود الجريمة على أرض إقليم الدولة يهدد سلامة وأمن المجتمع ومن ثم ينشأ حق هذا المجتمع في معاقبة هذا الفرد الفاسد الذي أخل بالأمن والاستقرار ردعاً له على تكرار جريمته وردعاً لغيره ممن تسوله له ارتكاب الجريمة.
وينوب عن المجتمع في تقديم الجاني إلى العدالة النيابة العامة او جهات الادعاء، ومن ثم تتخذ الدولة عن طريق مؤسساتها العدلية إجراءات محاكمته ومن ثم إثبات إدانته ومعاقبته وفقا لقوانينها وأنظمتها، ولا يؤثر على الحق العام تنازل المجني عليه عن حقه الخاص لأن كلا الحقين منفصلان.

معنى الحق الخاص:

هو حق المجني عليه أو ورثته في التعويض المادي أو المعنوي عن الأضرار التي لحقت المعتدى عليه من الجريمة ومثال ذلك أن يطلب المجني عليه القصاص من الجاني أو حبسه أو تعويضه مادياً أو أدبياً نظير الضرر أو الأذى الذي ألحقه به، ويجوز للمجني عليه أن يتنازل عن هذا الحق، لأنه حقه الخاص له فله أن يتمسك به أو يتركه، قال الله تعالى:- "فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ وَأَدَاءٌ إِلَيْهِ بِإِحْسَانٍ ۗ ذَٰلِكَ تَخْفِيفٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَرَحْمَةٌ"



google-playkhamsatmostaqltradent